4 من أهم عوائق التجارة الإلكترونية في الشرق الأوسط
4 أكتوبر، 2022
4 دقائق
لقد أصبحت التجارة الإلكترونية في عصرنا الحالي الطريقة الأجدى للقيام بالأعمال التجارية. ومع ذلك، ما زال العديد من أصحاب الأعمال يواجهون عدة عوائق ونكسات عندما يتعلق الأمر بإطلاق أو تشغيل مشروع تجارة إلكترونية. فيما يلي سنذكر أبرز 4 عوائق شائعة تحول دون نجاح مشاريع التجارة الإلكترونية في الشرق الأوسط والوطن العربي على وجه التحديد.
1. أمن المعلومات
بالرغم من أن المعاملات الإلكترونية جعلت سهّلت علينا الكثير من حيث السرعة والكفاءة وسهولة الشراء والتعامل من المتجر التقليدي. ومع ذلك فإنّ الشراء من متاجر التجارة الإلكترونية أنتج مشكلات أمنية أكبر.
في عملية الشراء التقليدية داخل المتجر، يقوم العملاء بالنقر على بطاقات الائتمان الخاصة بهم على الجهاز، ويتم تسليم إيصال ورقي فورًا لتأكيد الشراء. ولكن عند الشراء عبر الإنترنت، غالبًا ما يُطلب من العملاء تقديم مزيد من المعلومات الشخصية، مثل عنوان البريد الإلكتروني وعنوان المنزل ورقم الهاتف والتفاصيل الشخصية مثل المهنة والعمر واللغة المفضلة.
تُعد الانتهاكات الأمنية أحد أكبر التحديات التي تواجهها مشاريع التجارة الإلكترونية في ظل تصاعد الهجمات الإلكترونية. هناك خطر محدق يحول حول بيانات العملاء وفقدان معلومات العملاء المالية والشخصية التي تُخزَّن في أثناء إجراء عمليات البيع والشراء من خلال متاجر التجارة الإلكترونية، الأمر الذي يُرتّب مسؤولية كبيرة على أصحاب هذه المتاجر.
مما قد يتسبب في مشكلة فنية لاحقًا ويجعلهم هدفًا سهلًا للهجمات الإلكترونية، حيث يمكن للبيانات في إلحاق ضرر جسيم في العمليات اليومية للمتاجر ناهيك عن الضرر الذي سيلحق صورة العلامة التجارية- حيث تستطيع الفيروسات مهاجمة الموقع ومنصة المبيعات ويمكنها اختراق معلومات العملاء وكشفها.
2. إرجاع المنتجات والمبالغ المستردة
أثبتت الدراسات أن ما لا يقل عن30% منالمشترياتالتيتتمعبرالإنترنتيتمإرجاعها، مقارنة بأقل من 9% من المشتريات في متاجر البيع بالتجزئة التقليدية يتم إرجاعها. كما تعتبر سياسات الإرجاع والاسترداد من الميزات الرئيسية التي تجذب معظم العملاء للشراء من الموقع. في الواقع، تعتمد العديد من شركات التجارة الإلكترونية المختارة على هذه السياسات بشكل رئيسي للترويج لنفسها والتميز عن غيرها.
لكن المرجعات تعني أنك دفعت مقابل الشحن من وإلى العميل دون الحصول على عملية بيع، بالإضافة إلى أنه لا يمكن إعادة البضائع المرتجعة دائمًا، وتصل هذه التكاليف إلى أرباحك النهائية مما يجعل الأمر مكلفًا في كثير من الأحيان.
الأمر الذي يتسبب في عدة مشكلات منها: صعوبة تتبع عائدات التجارة الإلكترونية، وصعوبة استعادة المخزون، والتعرّض إلى عمليات الاحتيال، والاحتكاك في تجربة العميل، وارتفاع تكلفة العائدات، وصعوبة العودة إلى الجدول الزمني للمخزون.
3. التحقق من الهوية عبر الإنترنت
الهوية هي صفة المتطابق، وهو التطابق الدقيق لشيء آخر عند وضعه في المقارنة. إنها مجموعة من السمات والخصائص الفريدة المرتبطة بفرد معين ولا يمكن الاستغناء عنها.
يصبح التحقق من الهوية ضروريًا ومطلبًا أساسيًا في جميع أنواع العمليات بدءًا من فتح حساب مصرفي إلى استكمال الإجراءات الضريبية إلكترونيًا خاصة في بيئة الإنترنت، حيثُ تعد سرقة الهوية ظاهرة أكثر شيوعًا مما ندرك، وتعرف العملية باسم التحقق من العميل (Know Your Customer NYC).
التحقق من الهوية هي العملية التي تضمن أن يكون الشخص هو نفسه الذي من المفترض أن يكون. عندما يقوم شخص ما بإدخال معلوماته في نموذج موقع الويب، فلا توجد طريقة لمعرفة ما إذا كان هذا شخصًا حقيقيًا أو ما إذا كانت معلومات الاتصال والبريد الإلكتروني الخاصة به مزيفة أم حقيقية.
مما قد يؤدي إلى خسائر كبيرة في الإيرادات بسبب عمليات الشراء الاحتيالية التي قد تتم بسبب ذلك، وإدراج عنوانIP الخاصة في الشركة في القائمة السوداء، وقوائم البريد الإلكتروني غير المرغوب بها. إذا لم يكن لديك التفاصيل أو المعلومات الدقيقة الكافية، فكيف ستحقق من الهوية؟
أصبح الأمر صعبًا، وسيكون الحل هو زيادة الاستثمار في أدوات التحقق من الهوية عبر الإنترنت. وعلاوةً على ذلك قد يكون هناك متطلبات قانونية عندما يتعلق الأمر بجمع بيانات حول هوية العملاء، بالاعتماد على المنطقة التي يعيش فيها الشخص.
لهذا إنّ الافتقار إلى حلول قوية للتحقق من هوية الأشخاص في مواقع التجارة الإلكترونية إلى جانب الفجوة الرقمية الحالية جعل من الصعب على بلدان العالم الثالث إجراء تحقيق إيجابي من الهوية. بناءً على ذلك، فقد أدى إلى عدة مشكلات في قطاع البيع بالتجزئة والتجارة الإلكترونية.
4. الحفاظ على ولاء العملاء
يجب أن تضع بعين اعتبارك أنه لن يتسابق العملاء على الشراء من متجرك. فإذا كنت عميلًا تبحث عن منتج معين، فإن بحث جوجل البسيط سيكشف عن آلاف شركات التجارة الإلكترونية التي تكون على أهب الاستعداد لتقديم المنتج/ الخدمة التي تبحث عنها، مما قد يجعل غربلة جميع هذه الخيارات والنتائج المتاحة أمرًا مرهقًا بالنسبة للبعض.
على عكس متاجر البيع بالتجزئة، حيث يمكن للبائعين التواصل بشكل مباشر مع المشتريين وجهًا لوجه، لذا فإن البيع عبر الإنترنت مختلف لأنه يزيل عنصر التواصل البشري هذا. السؤال الأساسي إذن هو كيف يمكن للبائع أن يحافظ على الثقة والولاء لدى العملاء دون أن تتاح له الفرصة للتحدث مباشرة مع العميل؟
يجب عليك أن تتذكر دائمًا أن أفضل العملاء هم عملائك الحاليين ويجب عليك الحفاظ عليهم، لذا قم بتطوير برنامج تسويقي يهدف إلى تأمين تكرار مخصص من المتسوقين الراضيين. كما يجب عليك تحسين وزيادة زيارات موقعك، مما يعني الاستعانة بإستراتيجيات تسويقية مثل تحسين محركات تحسين البحث (SEO) والتسويق المدفوع والتسويق عبر البريد الإلكتروني والإعلانات الصورية وغيرها.
من المهم أيضًا مراعاة الحصول على الرسالة المناسبة لكل منصة وموقع، لأن ما قد يعمل بشكل جيد على منصة Instagram مثلًا قد لا يلقى نفس قوة الصدى لدى جمهور منصة Twitter، وستكون هناك حاجة بلا شك إلى نهج مختلف تمامًا للتسوق عبر البريد الإلكتروني.
لهذا يجب الوضع بعين الاعتبار أن الأمر سيكون مكلف للغاية بالنسبة لشركة جديدة تسعى إلى أن تطور علامتها تجارية، من خلال الإعلانات، لتكون قوية بما يكفي لكسر الولاء الحالي للعلامة التجارية داخل السوق.
أخيرًا، حريّ بنا القول بأن العوائق المذكورة على سبيل المثال لا الحصر، وأنها غيضٌ من فيض. مع ذلك، يمكن حل والتغلب على تلك العقبات. كل هذه الصعوبات المحلية إلى حد كبير يمكن التغلب عليها بقليل من الجهد واستثمار الوقت والمال في الأدوات المناسبة.
لكن يتعين على أصحاب المتاجر الإلكترونية غير الحذرين أو غير المستعدين بذل مزيدًا من الجهد والاستثمار إذا لم يدرسوا المشروع او خطواتهم بشكل دقيق.