المدونة

لماذا يفشل أصحاب المشاريع؟

أن ترغب بإطلاق مشروع تجاري رابح هو هدف مشترك لدى الجميع اليوم، لا يرغب أي منا أن يمضي يومه محبوساً في غرفة ضيقة كانت أو واسعة ليتقاضى مرتباً ثابتاً في نهاية الشهر، وتشترك قصص النجاح التي تحوي حسابات أصحابها البنكية أرقاماً من ستة أصفار وما فوق بأن معظم أعمالهم تحمل صفة “التجاري”.

لكن الواقع في محيطنا يحمل أيضاً عشرات الأمثلة إن لم يكن المئات لمشاريع تجارية فشل أصحابها في الحفاظ عليها، وأضعافها تكافح يومياً لكسب ربح قليل يسمح لها بألا تلحق سابقاتها وتغلق أبوابها.

وتقول الدراسات أن 7 من كل 10 مشاريع تقريباً تفشل في تحقيق أهدافها بجني الأرباح خلال السنوات العشرة الأولى من إطلاقها، قرابة 66 بالمائة من الشركات الجديدة تستمر لمدة عامين، و50 بالمائة لمدة أربع سنوات، 40 في المائة فقط تستمر لمدة ست سنوات أو أكثر. إذاً ما الذي فعله هؤلاء بشكل خاطئ حتى تفشل مشاريعهم؟

يعتبر تجاهل العلامات المبكرة التي تحذر أصحاب العمل بشكل دقيق من أن مشاريعهم في طريقها للفشل هو أبرز عوامل الفشل.

التخطيط للفشل:

تقول القاعدة أن الفشل في التخطيط هو التخطيط للفشل، وغياب التخطيط الجيد يعني أنك تعرف فقط أنك بدأت، لكنك لا تمتلك خريطة دقيقة للوصول، ولا أدوات صحيحة تمكنك من تمهيد طريقك نحو هدفك.

تخيل أنك تخرج مع أصدقائك في رحلة تخييم إلى غابة جميلة مليئة بالأشجار المثمرة والمناظر الطبيعية الجميلة، واتفقتم على أن يسلك كل منكم طريقاً مختلفاً وسيربح من يصل أولاً.

ستدفعك الحماسة في البداية وتنطلق في الدرب الذي اخترته، لكنك ستتذكّر بعد قليلٍ أنك لا تحمل خريطةً توضح لك كيف تصل إلى مكان التخييم، نقطة اللقاء، لتنطلق منه مستمتعاً بالجمال المحيط بك، تخيل كيف سيكون حالك إذاً لو نسيت أن تحضر معك أدوات التخييم أو حذاءك المناسب.

ربما تكون قد نسيت أيضاً أن تحضر معك ما سيساعدك لتجمع الثمار، كل ما تم ذكره كارثي وسيتحول من رحلة تخييم لطيفة إلى مأساة كبرى إذا نسيت أن تحضر جهاز جوالك، أنت الآن غير قادر على متابعة السير فإذا كنت لا تعرف إلى أين أنت ذاهب، فلن تصل أبدًا.

لذلك فإن وجود إستراتيجية شاملة واقعية قابلة للتنفيذ داخل المؤسسة هو الطريق الصحيح لمشروع ناجح.

سوء الإدارة:

الإدارة فن يمكن تعلمه واكتسابه، لا يكفي أن تكون قائداً بالفطرة لتتمكن من النجاح في إدارة مشروع رابح، عليك أن تؤدي المزيد من الواجبات المدرسية، أن تبقى مطلعاً على كل جديد، متمرساً وممسكاً بزمام التفاصيل في مؤسستك، أن تكون فعالاً ومهتماً بكل التفاصيل الصغيرة والكبيرة، منفتحاً على فريق عملك ومتمتعاً بالمرونة الكافية لخلق بيئة عمل محفزة لرفع الإنتاجية، إلى جانب تمتعك بالحزم اللازم لاتخاذ القرارات الضرورية.

سوء الفهم:

لماذا ستطلق مشروعاً يقدم خدمة لا يحتاجها أحد أو يبيع منتجاً لا يهتم به أحد ولا ينافس بإبداع ليحتل حصة من السوق؟ هو الخطأ القاتل الذي يرتكبه كثيرون من أصحاب المشاريع.

أنت جزء من السوق وعدم فهمك لمنتجك ومكانه في سوق العرض والطلب وعدم فهم وتسويق خصوصية منتجك وخدماتك أمور ستتسبب بفشل مشروعك.

معظم المشاريع الفاشلة لم تعط أيضاً وقتاً كافياً لفهم العملاء وآليات تفكيرهم ولم تقدم حلولاً تلامس احتياجاتهم الحقيقية، لتقع بذلك في معضلة سوء فهم السوق.

التعالي على المنافسين:

هي قصة السلحفاة والأرنب، لكن دروسها لم تُحفظ جيداً في عالم الأعمال، فلمجرد أنك نجحت مع انطلاقتك وجنيت أرباحاً جيدة لفترة طالت أو قصرت، لا يعني أبداً أنك أفضل من الآخرين، معظم المشاريع التي ظن أصحابها أن أحداً لن يغلبهم وجه لهم السوق صفعة كبيرة أو ضربة قاضية أعلنت إفلاسهم، عليك أن تضع نصب عينيك دوماً أن المنافسة محتدمة وأن غيرك يبذل جهده أيضاً ليكسب وينجح وأن أحداً ما في مكان آخر يخطط ويعمل بجد ويواكب متغيرات العصر بشكل دائم، فحاول أن تكون أنت هذا الشخص.

عدم ضبط النفقات:

إذا أردت أن تكسب دائماً أنفق أقل من إيراداتك، هذه القاعدة وحدها ما ستضمن لك أرباحاً تتدفق باستمرار، راجع حساباتك بدقة وبشكل دوري وسجل كل نفقاتك، وتأكد في كل مرة من أنك لا تنفق ما لا يمكنك تحمله، وابتعد قدر المستطاع عن الدين والاقتراض.

غياب المرونة:

لا تكن صلباً فتكسر ولا ليناً فتعصر، هذا يعني أن تكون مرناً بالطبع، أي أن تجاري المتغيرات وتواكب المتطلبات، تستخدم الورقة والقلم عند اللزوم، وتلجأ للبرمجيات والتقنيات المتطورة عند الحاجة لذلك، ومعظم أصحاب المشاريع الفاشلة هم ممن افتقدوا للمرونة في التعاطي مع المتغيرات وتلبية الاحتياجات.

الجغرافيا الخاطئة:

أنت ببساطة في المكان الخاطئ، هل تقدم الخدمة الصحيحة في المكان الصحيح؟ هل تراعي في اختيار موقعك الجغرافي خصوصية عملائك وطبيعة سلعتك وسهولة الوصول إليك وخصوصية المنطقة وملاءمتها لخدماتك؟ هل أنت محاط بمنافسين وإن كانوا غائبين تماماً عن المنطقة ربما عليك أن تنجو بجلدك أنت أيضاً، قد لا يولي معظم أصحاب المشاريع اهتماماً كافياً للموقع الجغرافي، لطبيعة السكان، لهندسة البناء، لسهولة التحميل والتوقف، لعوامل مختلفة قد تبدو لقليل الخبرة غير ذات أهمية لكنها في الواقع تلعب دوراً كبيراً فيما إن كان مشروعك سينجح أم لا.

نقص السيولة:

وهي أكبر مشكلات أصحاب المشاريع، ولن يهتم أحد بأسبابها، ارتفاع كلف التشغيل، انخفاض المبيعات، وقف التمويل، مهما كانت الأسباب فإن نتيجتها واحدة وهي فشلك في إدارة المشروع.

كل ما سبق هو معظم ما يتسبب بفشل أصحاب المشاريع بتحقيق المعادلة الرابحة، كيف تكون إيراداتهم أكبر من مصروفاتهم، كيف يدخلون الغابة ويخرجون منها بكثير من الثمار الطازجة وصور تذكارية جميلة وذكريات حلوة، وبلا جروح في أيديهم، ويبقى أن نذكّر بالشغف، هو العامل المشترك بين كل المشاريع الرابحة، وغيابه يعني دوماً أنك ستصبح رقماً جديداً في إحصائيات تُنشر عن فشل أصحاب المشاريع بتحقيق مكاسبهم المرجوة.

استكتب- شريك مبادرون في صناعة المحتوى.

مشاركة مبادرون في إطلاق منصة تدريبكم أول منصة مغربية متخصصة في الدورات التدريبية الحضورية المجانية والمدفوعة مع أفضل المدربين والخبراء والاستشاريين.

شاركت “مبادرون” لحاضنات الأعمال الدولية في إطلاق منصة تدريبكم أول منصة عربية رائدة متخصصة في التدريب الحضوري عقب أشغال ملتقى رواد الأعمال الأول المنظم  مساء يوم السبت الماضي بمدينة طنجة...

اترك تعليقاً