هل تعتقد أنك تمتلك فكرة رائعة لمنتج فريد ترغب بتسويقه وبيعه؟ هذا جيد حتى الآن ولكن هل تعتقد أيضاً أنك تمتلك معرفة وافية عن تطوير منتجك وما يعنيه ذلك؟ اسمح لي إذاً أن أخبرك أنك مخطئ، إن لم تكن قد قرأت هذه السطور سابقاً فأنت إذاً غير مطلع على تطوير المنتج بشكل كافٍ.
سنحمل لك هنا مفاهيم معروفة وأخرى تحمل في طياتها أسرار تطوير المنتج الذي ترغب بتسويقه وبيعه وسنفتح لك الباب واسعاً لألا تكتفي بفكرة لمنتج أو خدمة رائعة، بل ستعرف كيف تطوره ليكسب قلوب وعقول العملاء ويحجز له مكاناً راسخاً في السوق.
ما هو تطوير المنتج؟
فكرة تحويل المنتج إلى سلعة يمكن تسويقها عبر خطوات مدروسة ومحددة تبنى على تحليل خصائص المنتج ومواصفاته ووضع استراتيجية تسعير وفق متطلبات السوق، هذا ببساطة ما يعنيه تطوير المنتج، فإن كنت في هذه المرحلة من خطة العمل هذا يعني أنك في المرحلة الأولى من دورة حياة المنتج.
راقب خطواتك جيداً
الانطلاقة الجيدة تعني استمرارية جيدة على الأغلب شرط أن تُبنى على أسس صحيحة لا على حظ المبتدئ.
قبل الحديث عن تطوير المنتج وما يستلزمه ذلك كن حريصاً أثناء العمل على وضع خطتك بأن تتأكد من كون منتجك ليس مجرد فكرة لامعة لكنها لا تلبي أي احتياج أو تخضع لأي طلب، عليك بذلك أن تركز جيداً على خلق هذا الطلب وتسليط الضوء على أهمية منتجك ليصيح احتياجاً للعميل وهذا أصعب وأكثر كلفة من تقديم منتج صمم لتلبية احتياج السوق.
هل منتجك موجود وقابل للإنتاج ضمن التكاليف والزمن المحدد في دراسة مشروعك؟ تأكد من هذه النقطة وبخاصة إن كان ذلك يخضع لمتغيرات وعوامل عديدة كمكان وزمان التصنيع والاستهلاك بما يتناسب وطبيعة المنتج ليبقى ضمن قدرتك على تغطية التكلفة وتحقيق هامش ربح معقول. ثم عليك أن تتأكد من قدرتك وخطواتك لتسويق منتجك وبيعه.
أين تقف من منافسيك؟
إن كنت تقدم منتجاً يغطي احتياج السوق بسعر يراعي القدرات الشرائية ومع غياب منافس قوي إذاً أنت محظوظ بشكل استثنائي، لكن ذلك نادر الحدوث، غالباً سيكون عليك تحديد نقاط تفوقك على منافسيك وتقديم منتج يتفوق عليهم بنقطة أو أكثر لتتمكن من حجز مقعدك في السوق.
واكب التغيير
في عالم تحكمه التكنولوجيا وتلهث كبرى الشركات لمجاراة المتغيرات المتسارعة التي تفرضها التقنيات الحديثة على السوق، أصبح على كل صاحب مشروع أن يدرك حقيقة هامة. دورة حياة منتجك تصبح أقصر وأقصر مع مرور الوقت.
ذلك يعني أن الأفكار والمفاهيم المدروسة في خطة عملك ليست جيدة كفاية إن لم تضع بالحسبان أن عليها مراعاة المتغيرات، عليها أن ترسم نموذجاً لتسلسل أحداث محتملة وأن تحسب نتائج مستقبلية معتمدة ومستفيدة من الأفكار الإبداعية والمتغيرات المتوقعة في السوق وأثرها على المنتج الذي تعمل لتطويره وصولاً إلى بيعه، بذلك لا يكفي أن تطور منتجك بل أن تطوره بإبداع.
ما هي خطوات تطوير المنتج؟
تختلف المدارس في الترويج لاستراتيجيات عدة في تطوير المنتج، لكن تتقاطع جميعها في 5 نقاط تشكل خطوات عملك الأساسية والتي ستضمن إطلاق منتجك بنجاح:
تخضع الأفكار التي وضعت في جلسات عصف ذهني او نقاشات وأبحاث لتصفية وعملية انتقاء لما هو قابل للتطبيق منها وفق ما تم ذكره سابقاً من عوامل وآليات، وصولا لأكثر الأفكار ملاءمة للسوق وتحقيقاً لرغبات العملاء وأقلها تأثراً بالعوامل والمؤثرات الخارجية
يعتبر تحديد النطاق، أو تطوير المفهوم خطوة أساسية في العمل مع فريقك مباشرة، وتبدأ بها لضمان فهم السوق والعملاء وتحديد الطرق المثلى لنقلك منتجك إليهم. كما وتشمل هذه الخطوة تحديد الجوانب الفنية والسوقية والتجارية للمنتج والخطوات الاستراتيجية لإطلاقه في مرحلة البيع.
في هذه الخطوة عليك التأكد من استكشاف المنافسين جيداً وإنشاء نموذج مالي مناسب لمعطياتك إلى جانب ضرورة تحديد مواردك وأدوات إنتاجك والأهم من كل ذلك عليك وضع نهج واضح لإدراة المشروع. عليك الانتباه مع هذه المرحلة إلى أن هذه المحددات ستضمن لك قدرتك على تحديد حجم وجود منتجك في السوق وخريطة طريقك وصولا إلى الإنتاج التجريبي وإطلاق النموذج الأولي للمنتج الذي تعمل لتطويره.
سينصب تركيزك في تطوير المنتج بهذه المرحلة على تصميم المنتج وتحسين النموذج الأولي وفق عمل فريق التسويق والمبيعات مع العملاء المختارين للوصول إلى رأيهم وتعليقاتهم وتفضيلاتهم وإرجاعها للمنتج وتحسين نموذجه الأولي.
تتم هذه المرحلة بالتوازي مع إطلاق منصات البيع والتسويق والترويج بالتزامن ومنصات التصنيع.
إن لم تكن تمتلك خبرة سابقة بالعمل التجاري فقد تعتقد مخطئاً أن التسويق يلي أو يسبق تطوير المنتج، عليك أن تدرك أن خطط التسويق والمبيعات هي خطوة من عملية التصنيع التي تعتبر بدورها خطوة فقط في تطوير منتجك، هي سلسلة متكاملة يعمل فيها الفريق كاملاً ومن ضمنه الإدارة بعد إدراك المطلوب لتطوير المنتج عليهم الاستعداد جيداً قبل دخول السوق، وأن التخطيط الجيد والتدريب الكافي والاستعانة بالخبرات والدعم اللازم في التسويق والمبيعات ستضمن دائماً أن يحجز منتجك حصته في السوق.
أنت مستعد الآن لتفعيل التصنيع، واستخدام دعم عملائك من مرحلة التجريب والاختبار وتقديم المنتج للسوق في مرحلة التسويق التجريبي التي قد تطول وتقصر بحسب العوامل القابلة للقياس والتي حددتها في دراستك وخطط عملك وصولاً للشكل والجودة المطلوبة.
نصائح ذهبية لتطوير منتجك
في كل خطوة من عملية تطوير المنتج تأكد أن تأخذ تغذيتك الراجعة من مصادر موثوقة وموضوعية بشكل دائم، لا يكفي أن تعتقد أن وجهة نظرك أنت أو حتى فريق عملك كافية للمتابعة والتقييم وتكوين صورة حقيقية.
لا تغفل أهمية السوق وبياناته في كل خطوة ومرحلة من دورة حياة منتجك، عليك أن تبقي عينك مفتوحة لدراسته وتحليل متغيراته ومعرفة مكان منتجك منه لتحصد حصة سوقية عادلة وتحافظ عليها، لذلك لا تغفل أبدا رأي العملاء لأنهن بوصلتك لقراءة السوق.
ضع نصب عينيك دائما أنه ما من منتج أو شركة أو مشروع لم يشهد فشلاً لمرة زاحدة على الأقل، تحضر لهذه الخضات والمفاجآت جيداً لتنجو منها وتخرج أكثر قوة وخبرة وقدرة على الإنتاج ويكمن ذلك تماماً في توقع الانتكاسات والأزمات قبل حدوثها والتعامل معها بجدية.
هل تتمتع بالذكاء والموضوعية الكافية لتضع قدمك في حذاء العميل؟ إن امتلكت هذه القدرة فإنك تقطع بذلك نصف الطريق الصحيح لتطوير منتجك.
استكتب- شريك مبادرون في صناعة المحتوى.