تعتبر المشروعات الصغيرة مجالاً واسعاً لدعم وتطوير الإبداع والأفكار الجديدة، وتساهم في التطوير والتنمية خاصة في ظل الأزمات الاقتصادية العالمية الكبرى.
وفي كوكب يعاني كل سكانه من تداعيات فايروس “كورونا” على الأسواق ومختلف القطاعات، لا بد وأن زيادة الدخل هو هاجس يتشارك فيه الجميع.
ولا بد أنك سواءاً كنت ذكراً أو أنثى، يافعاً أو شاباً، أو حتى أكبر سنّاً من ذلك، من المؤكد أنك بدأت بحثك الجدّي لبدء العمل على واحد من المشروعات الصغيرة التي تتصدر ساحة الأعمال اليوم.
وبحال لم تبدأ مشروعك بعد فيمكن لما ستحمله هذه السطور أن يفتح لك آفاقاً جديدة لتدخل عالم الأعمال الصغيرة واضعاً نصب عينيك حقيقة أن الأعمال الكبرى التي يجني أصحابها الملايين شهرياً، بدأت كلها كمشاريع صغيرة وأن قواسم مشتركة جمعت بينها.
ابدأ دائماً بالسبب!
يقول الخبراء والمختصون أن عليك دوماً أن تعرف لماذا ستبدأ عملك، هل هو احتياج شخصي فقط، أم هو احتياج السوق؟ من المؤكد أن مشروعاً يلبي احتياج السوق المتزايد سيمتلك عوامل نجاح أكبر بكثير من آخر صُمم لتلبية احتياج شخصي قد لا يلاقي طلباً واسعاً عليه.
ومن المؤكد أن لديك بالفعل فكرة عن مشروعك، أو على الأقل عن السوق الذي تريد الدخول إليه.
من أين تبدأ مشروعك الصغير؟
قبل كل شيء عليك وضع خطة عمل، أي عليك أن تحدد قطّاع عمل المشروع وفكرته، مستنداً في ذلك إلى خبراتك، دراستك، معارفك، رأس مالك، ومجمل مواردك التي تشكل عوامل هامة لتحديد نوع المشروع المناسب، بعبارات أكثر وضوحاً عليك إذاً اختيار خدماتك والسوق المستهدف لمشروعك.
عليك الآن أن تحضر ورقة وقلم وأن تكتب إجابات واضحة على كل مما يلي:
هل ستقدم خدمات أم ستبيع سلعاً؟ هل ستعمل منفرداً أم ستتعاقد مع موظفين أم ستبحث عن شركاء؟ كم تحتاج كرأس مال؟ هل تمتلك رأس المال اللازم كله؟ ما الإطار القانوني الذي ستعمل ضمنه؟ هل قمت بالبحث الكافي عن سوقك المحتمل؟ هل دونت نقاط قوتك ونقاط ضعفك؟ هل بحثت جيداً عن منافسيك؟ كيف سينتهي مشروعك؟ أو كيف ستنتهي علاقتك به؟
الآن أنت تمتلك فكرة أوضح عن مشروعك وبإمكانك البدء من إجاباتك عن التساؤلات السابقة لتحدد ما إن كنت مستعداً لبناء علامة تجارية خاصة بك معتمداً على نفسك، أم أنك ستلجأ للتعاقد مع مستقلين يوفرون عليك وقتاً وجهداً، أم أنك ستبني فريقك.
والأهم أنك قمت بالبحث الجيد عن الشركات الموجودة في المجال الذي اخترته، وتعرفت على ما يفعله منافسوك الحاليون، ولكن! هل عرفت كيف يمكنك القيام بتقديم خدماتك أو بيع سلعتك بشكل أفضل منهم؟
عليك إذا التركيز على تقديم ما لا يقدمه المنافسون، أو تقديم الشيء ذاته الذي يقدمه منافسوك ولكن بشكل أفضل، كأن تقدمه أرخص وأسرع، أو تقدمه أكثر جودة وأقل كلفة.
اختر اسماً لا يُنسى
يمكنك أن تستخدم اسمك أو اسم عائلتك أو اسم شخص تحبه لتطلق عملك وعلامتك التجارية، ولكن تذكر دوماً أن تتأكد من مجموعة عوامل أبرزها:
١_ مختلف ولا تعتمده جهات أخرى.
٢_ الأسماء التي تحمل وصفاً على الخدمة والسلعة تمتلك حظاً أقوى في النجاح.
٣_ قصيراً وسهل اللفظ.
٤_ لا يُنسى ويمكن حفظه بسهولة.
وتذكّر أن تتحقق من كون الاسم متاحاً للاستخدام.
كن علامة تجارية يسأل عنها الجميع
إن كنت لا تمتلك الخبرة الكافية لصنع علامتك التجارية عليك اللجوء للتعاقد مع إحدى الشركات أو المستقلين أصحاب الخبرات، العالم اليوم يقرأ كل شيء بوصفه “براند” فاعمل من اللحظة الأولى لتكون علامة تجارية متفردة.
قبل كل شيء وبعد اختيار الاسم عليك تصميم شعار “لوغو”، ووضع “سلوغان” تعريفي لرسالتك وخدمتك، سواء فعلت ذلك بنفسك أو استعنت بآخرين لا تنس أن تحمي علامتك التجارية وشعارها وفق القوانين التي تحفظ حقك باستخدامها، فمن هنا تبدأ هويتك الخاصة وهي ما سيكون سمعتك ومربحك لاحقاً، وهي ما ستنفق المال والوقت لبنائه وحمايته في كل وقت.
التسويق
يمكنك أن تبيع شيئاً غير موجود بخطة تسويق جيدة فقط! لا تستخف أبدا بأهمية التسويق، فهو ما سيجعلك موجوداً في عالمنا اليوم.
فالتسويق هو ما سيسمح لك بإخبار العالم أنك موجود، من أنت وما نوع الخدمات التي تقدمها، أو السلع التي تبيعها، ما الذي يجعلك متميزاً عن منافسيك الأقدم والأكبر حجماً، وهو ما سيجعلك موجوداً على الخارطة ويسمح لك بالاستمرار والتطور، لذلك من الهام جداً أن تخصص ليس فقط وقتاً جيداً، بل ميزانية سخية لخطط تسويق مبتكرة تسمح لك ببناء علاقات خاصة ومستمرة مع عملائك وسوقك المستهدف.
ما العوامل المشتركة لنجاح المشروعات الصغيرة؟
على اختلاف أنواعها وقطاعات عملها وأسواقها المستهدفة قلنا في بداية هذه الأسطر أن عوامل مشتركة تجمع بين مختلف المشروعات التي بدأت صغيرة وكتب لها النجاح، من المؤكد أن الحظ قد يكون أحدها، لكن التخطيط الجيد كما رأينا هو واحد من أهم هذه العوامل.
التنظيم: كن منظماً بعملك وتأكد أن تضع قائمة مهام يومية، هذا سيساعدك على منع تراكم العمل وسيسمح لك بنظرة خاطفة إدراك ما قمت بإنجازه وما عليك فعله في اليوم التالي.
الإلتزام: تأكد أن قرارك بإطلاق مشروعك المستقل يعني عملاً أكثر ووقتاً أطول والتزاماً أعلى، هذا ما سيجلب لك نجاحاً أكبر وربحاً أعلى.
راقب منافسيك: لا تنس أبداً أن تبقي عينك مفتوحة على من ينافسك في سوقك المستهدف، راقب دوماً إنجازهم وحلل خطواتهم ودوافعها.
خاطر بذكاء: يرتبط النجاح دوماً بالمخاطرة ومن المؤكد أن عملاً روتينياً آمناً لن يجر لك الملايين، لكن حلل المخاطر بحذر وقرر بهدوء إن كانت عوامل نجاح هذه المجازفة تسمع بالمحاولة أم عليك الانتظار لانتهاز فرصة أخرى.
اهتم بتسجيل التفاصيل: سيسمح لك ذلك بتقدير موقفك المالي جيداً وبالتالي ستتمكن من مواجهة التحديات والمخاطر قبل أن تتمكن منك.
وتذكر دائماً أن الاستثمار الأهم في المشروعات الصغيرة هو الإنسان، أنت، فمشروعك الصغير لن يزيد فقط حسابك البنكي، ولن يسمح لك ببناء مؤسسة قد تنمو لتنافس كيانات كبرى، هو رصيد كبير من الخبرات ومساحة واسعة من الإبداع
والآن ما الذي يمنعك إذاً من نفض الغبار عن أفكارك المتميزة الصغيرة وتبدأ التخطيط لمشروعك الخاص؟
استكتب- شريك مبادرون في صناعة المحتوى
هل المنصه متعلقه فقط بالاشخاص الذين حدود فكرة مشروعهم ام هناك مساعدة تخص الاشخاص الذين لم يحددو مشروعهم بعد
نحن في مبادرون نسعى لتقديم الخدمات التي تلبي احتياج أصحاب المشاريع ومن يريدون أن يكونوا كذلك، ولذلك نوفر ضمن باقاتنا دورات الدكتور طارق السويدان حول تأسيس وإدارة المشاريع من الفكرة حتى الانطلاق، بالإضافة إلى الخدمات التخصصية. ونتشرف بالتواصل معكم