المدونة

كُن صاحب المشروع التالي.. قصص تجارب ومشاريع ناجحة في العمل الحر بعد تفشي فيروس كورونا

ما بعد كورونا.. قصص تجارب ومشاريع ناجحة في عالم العمل الحر وريادة الأعمال

تحدثنا في مقال سابق بعنوان العمل الحر في مرحلة ما بعد كورونا، عن تفشي فيروس كورونا في جميع أنحاء العالم والإجراءات التي فرضت على شكل الحياة في مختلف أنحاء العالم في آذار / 2020، وكيف أثرت هذه الإجراءات على الأعمال عموماً وعلى عالم العمل الحر خصوصاً.

وبعد إقبال عدد كبير وغير مسبوق من سكان الأرض على عالم العمل الحر والمستقل، بتنا نسمع بين حينٍ وآخر عن قصة نجاح مشروعٍ ما، مشروعٌ بدء من الصفر، كمشروعك الذي تعمل على إطلاقه أو بدء تنفيذه، لذا تفاءل واعلم أن الأمرَ ليس مستحيلاً على الإطلاق، وبإمكانك أن تصبح أنتَ رائد الأعمال التالي الذي سنتحدث عن نجاحه ونروي قصته.

وقطعاً لا يمكن إحصاء قصص النجاح في عالم العمل الحر إحصاءً دقيقاً، لذا سنستعرض بعض الأمثلة لأشخاصٍ كانوا مكانكَ يوماً ما، ووجدوا الفكرة المناسبة لمشروعهم، وعملوا على نجاحها ضمن الإمكانيات المتوفرة، ليصلوا لاحقاً لتحقيق حلمهم وأهداف مشاريعهم التي أطلقوها وثابروا على العمل المجتهد فيها حتى وصلت للناس وبات أصحابها مثالاً يُحتذى.

عبد الرحمن وعمر عليان.. كيف تحول شراء هدية شخصية لمشروع تجارة الكترونية؟

عبد الرحمن طالب سعودي يدرس في نيويورك بأميركا، قرر في يوم من الأيام إرسال هدايا من العطور ومواد التجميل لأهله في السعودية.

وقال عبد الرحمن في لقاء تلفزيوني على قناة MBC: كنتُ أدرس في نيويورك وكان من المفترض أن أصبح معلماً، إلا أنني لم أرَ في نفسي أي رغبةٍ لذلك، وكنتُ أثناء دراستي أحاول البحث عن فرصة عمل مناسبة.

وتابع عبد الرحمن الذي وجد فكرة مشروعهِ أثناء بحثه عن هدايا لأهله: انتبهتُ بعد ازدياد عدد “الفاشينيستا” أن المنتجات الأجنبية التي يسوقون لها غير موجودة في السعودية، وانطلقت من هذه الفكرة.

وبذلك بدأ الأخوين عليان العمل على الفكرة بما أتيح لهم في بداية الأمر، فكان عبد الرحمن يرسل المنتجات لذويه الذين تقاسموا فيما بينهم مهام التغليف والتعبئة والتوصل، واقتصر التسويق لمنتجاتهم في البداية على حساب انستغرام.

وقال عمر الأخ الأصغر: حين بدأنا العمل اتضحت أمامنا الأمور أكثر وبدأنا بالتوسع شيئاً فشيئاً، واستمر المشروع بالتطور لتصبح شركتنا اليوم من كبرى شركات التجارة الإلكترونية في السعودية.

محمد حبش.. من أوائل رواد عالم العمل الحر في سوريا إلى التدريب التخصصي بالعمل عبر الانترنت:

بدأ محمد حبش مسيرته في صناعة المحتوى التقني لمدونته الشخصية منذ أكثر من 10 سنوات، ولم يتوقف عند هذا الحد، فبات يشغل اليوم منصب مدير تحرير في أراجيك، رئيس تحرير عالم التقنية، وكاتب في هارفارد بزنس ريفيو، ومدرب على العمل عبر الانترنت.

يعتبر حبش من أوائل رواد عالم العمل الحر في سوريا، ويعمل مدوّن، كاتبّ، محرر، صانع محتوى، ومدرب متخصص بمبادئ وأداوت العمل عبر الانترنت.

وكونه يدرك أهمية العمل “أونلاين”، بدأ حبش بعد تفشي فيروس كورونا بتشجيع الناس عموماً والشباب خصوصاً على الانتقال لعالم العمل الحر والعمل عبر الانترنت، بشكل كامل أو بشكل جزئي إلى جانب عملهم المكتبي.

ليصبح حبش اليوم مرجعاً لمعظم جيل الشباب في سوريا والدول العربية الأخرى، يعتمدون عليهِ في التعرف على عالم العمل الحر، ويجدون في مدونته والمحتوى الذي يقدمه ما يمهد لهم طريق البداية.

ويقوم حبش بعمل دورات تدريبية باستمرار وبأجور رمزية بما يتناسب مع ظروف المعيشة الصعبة في سوريا، ويقدم هذه الدورات في عدة محاور تساعد كل مبتدئ بدأ يشقّ طريقه في العمل المستقل، من أبرزها:

  • تدريب العمل على الانترنت.
  • تدريب الكتابة التسويقية والإعلانية – الـ “Copy writing”.
  • معسكر صناعة المحتوى.

كما أنه يقدم على مدونته وصفحته على فيسبوك، محتوى تعليمي مجاني لمساعدة ذوي الدخل المحدود على تحقيق دخل إضافي أو بديل يسهل عليهم حياتهم.

فيقوم بشكل دوري بنشر نصائح يجب معرفتها والإلمام بها، نماذج يمكن العمل عليها لتحقيق النجاح في أي مشروع، وتحذيرات وأخطاء قد يقع فيها رواد العمل في بداية طريقهم.

بالإضافة لقصص نجاح لتحفيز وتشجيع الشباب على العمل وملاحقة أحلامهم وعدم التخلي عنها، وقد ساعد حبش عشرات الشباب السوريين في تحقيق وكسب “مليونهم” الأول من العمل الالكتروني، ومساعدتهم على البدء في أعمالهم الخاصة والمستقلة.

من زبون يريد استيراد قطعة ملابس.. إلى متجر الكتروني يبيعها:

في قصة أخرى وجد مؤيد ابراهيم (25 عاماً) نفسه أمام مشكلةٍ رأى في حلّها فرصة حقيقيةً ليبدأ عمله الخاص ويبني مشروعه على حل المشكلة التي واجهته لكل الناس الذين قد يواجهون ذات المشكلة.

ويقول مؤيد: “الفرص الجديدة تحيط بنا دائماً ولكن علينا أن ننظر جيداً كي نراها، لقد وجدتُ نفسي أمام مشكلة بحثت طويلاً حتى وجدت الحل المناسب لها، ثم فكرتُ، لماذا لا أقوم بالعمل بحل ذات المشكلة لغيري من الناس؟

وتابع مؤيد: تعاني سوريا كما تعلمون منذ 10 سنوات من حصارٍ اقتصادي يمنعُ الاستيراد والتصدير لها ومنها، مما يخلق مشكلة تحول دون تمكن الناس من شراء أي قطع أجنبية من (ملابس، اكسسوارات، أحذية، مكياجات، وغيرها)، أو القيام بأي عملية دفع الكتروني، وقد وقعت في هذه المشكلة عندما قررت شراء بعض قطع الملابس الأجنبية.

ويتابع: بحثت كثيراً حتى وجدت آليةً تمكنني من شراء كميات قليلة من الملابس وشحنها بمساعدة بعض الأصدقاء، ومن هنا جاءت الفكرة، وتطورت شيئاً فشيئاً حتى قررت بعدها إنشاء متجر الكتروني في سوريا، وقمت بذلك بحل مشكلة للفئة التي استهدفتها بمشروعي.

وعن متجره قال مؤيد: لقد قمتُ بإنشاء المتجر وقمت بتوفير إمكانية شراء المنتجات غير المتوفرة في السوق السورية من المتاجر الأجنبية والعربية، وشحنها بأساليب آمنة، وقمت بتوفير خيارات الدفع بالليرة السورية، وبذلك سهلت على العملاء عملية الشراء وحللت لهم مشكلةً يحتاجون لحلها بأنفسهم إلى الكثير من الوقت والجهد والعلاقات والتكاليف.

من بيتي لبيتك.. مشروع تجارة الكترونية مميز ومختلف:

يعتبر مشروع “من بيتي لبيتك” أحد المشاريع الفريدة وغير المسبوقة، والذي يعتمد في على فكرة شراء الملابس المستعملة ذات الجودة المقبولة للممتازة من الناس، وإعادة بيعها لناس آخرين بأسعار أقل من أسعار السوق.

أطلقت “لين البطل” مشروعها عقب تفشي فيروس كورونا، وازدياد ظروف الحياة المعيشية في سوريا قسوة، وبات المشروع يوفر للناس إمكانية شراء قطع ملابس جيدة الجودة وصالحة للاستخدام بأسعار تتناسب مع ظروفهم المعيشية الصعبة.

وتبدأ أسعار البيع من 1$ للقطعة الواحدة، ولا يقتصر الأمر على قطع الملابس وإنما يشمل المشروع الأحذية، الحقائب، الاكسسوارات، وغيرها.

وبذلك خلقت لين فكرة مشروعها من مشاكل يعاني منها الناس (الفئة المستهدفة)، وقدمت لهم حلاَ لهذه المشكلة، فكان نجاح المشروع نتيجة طبيعية.

وعلى هامش القصص والتجارب التي ذكرناها في مقالنا هذا، فإن العالمَ من حولنا يعجّ بمئات القصص المشابهة والملهمة، والتي لا يكفي أن نقرأ عنها، وإنما علينا أن نستفيد ونتعلم ونستلهم منها ما يفيدنا في مسيرتنا الشخصية.  

والآن نود منكَ أن تكون صاحب الفكرة الذكية التي ستصبح المشروع الناجح التالي الذي سنتحدث عنه، أخبرنا ما هي الفكرة التي ستعمل عليها وما هو المشروع أو الهدف الذي تسعى لتحقيقه.

استكتب- شريك مبادرون في كتابة المحتوى.

مشاركة مبادرون في إطلاق منصة تدريبكم أول منصة مغربية متخصصة في الدورات التدريبية الحضورية المجانية والمدفوعة مع أفضل المدربين والخبراء والاستشاريين.

شاركت “مبادرون” لحاضنات الأعمال الدولية في إطلاق منصة تدريبكم أول منصة عربية رائدة متخصصة في التدريب الحضوري عقب أشغال ملتقى رواد الأعمال الأول المنظم  مساء يوم السبت الماضي بمدينة طنجة...

تعليق واحد على "كُن صاحب المشروع التالي.. قصص تجارب ومشاريع ناجحة في العمل الحر بعد تفشي فيروس كورونا"

اترك تعليقاً