مدخل إلى إدارة المخاطر وأهميتها.. تعرف على أنواع المخاطر التي ستواجه مشروعك وكيفية إدارتها
13 فبراير، 2022
4 دقائق
يكاد لا يخلو كتاب أو محاضرة في التدريب والتطوير وإنشاء الشركات وإدارتها، أو في الأسواق المالية وتداولاتها، من التأكيد باستمرار على أهمية إدارة المخاطر، وأثرها الكبير في نجاح أو فشل المشاريع والشركات.
ولذلك جمعنا لك في هذا المقال كل ما ستحتاج معرفته عن إدارة المخاطر، وأهميتها، وأدواتها، لتستطيع بعد قراءة المقال من إدارة المخاطر “كالمحترفين”، واستخدمنا أداة التشبيه لأنك لن تكون محترفاً منذ اللحظة الأولى إلا أن هناك بعض النصائح والأدوات التي سنقوم باستعراضها في المقال ستساعدك على البدء بالشكل الصحيح وستنجبك الكثير من الأخطاء.
دعنا نبدأ بإجابتك على أول سؤال سيخطر ببالك:
ماذا نقصد بالمخاطر وإدارتها؟ وما الهدف منها؟
تُعرّف المنظمة الدولية للمعايير (ISO)، المخاطر بأنها “تأثير عدم اليقين على الأهداف“، كما يمكن تعريفها بأنها حدث غير مؤكد الحدوث وفي حال حدوثه، قد يتسبب بمشكلة أو تغيير أو تأثير على أهداف المشروع، ويؤدي بالتالي لانحراف عمّا هو متوقّع.
فائدة: كثيراً ما يخلط الناس بين مصطلحي “المخاطر” و “الخطر”، ولتكون نقطة البدء صحيحة يجب أن نفرق بين المعنيين، إدارة المخاطر باللغة الإنكليزي يعبر عنها بـ Risk Management، وترجمة Risk هُنا ليست “خطر”، وإنما مخاطرة أو مجازفة.
ولذلك فإن المخاطر (المجازفة)، قد تكون ذات أثر سلبي أو إيجابي، على مشروعك أو شركتك، أما إدارة المخاطر فهي تنظيم متكامل يهدف إلى مجابهة المخاطر بأفضل الوسائل وأقل التكاليف عن طريق اكتشاف المخاطر وتحليلها وقياسيها وتحديد وسائل مجابهتها مع اختيار أنسب هذه المخاطر لتحقيق الهدف المطلوب.
ولذلك فالهدف الأساسي لإدارة المخاطر هو وضع سياسة ذات معالم واضحة ومحددة لمواجهة الخسائر المتوقعة ومنعها من الحدوث أو الحد من نتائج وقوع هذه الخسائر.
فائدة: أصبحت إدارة المخاطر واحدة من الوظائف الإدارية الهامة لكل مشروع، والمسمى الوظيفي للشخص الذي يقوم بإدارة المخاطر هو “مدير المخاطر” أو “مدير التأمين”، ولا تقل أهمية وظيفته عن وظيفة المدير الإداري أو المدير المالي للمشروع.
والآن دعنا نستعرض معاً المخاطر المحتملة الحدوث في منشآت الأعمال والتي تحول دون تحقيق أهداف مشروعك، لتكون بعد ذلك قادراً على التعامل معها وإدارتها بشكل صحيح يساهم في زيادة أرباحك وتقليل والحد من خسارتك.
أنواع المخاطر المحتملة الحدوث في منشآت الأعمال:
مالية: وتشمل درجة التقلبات التي تحدث للموازنة، وعوامل داخلية مثل عدم الدقة بتقدير الموازنة، وعدم كفاية المخصصات المالية.
أعطال فنية: وتشمل كل ما يمكن أن يحدث من أعطال فنية وتقنية وميكانيكية تصيب الآلات وتؤثر على الإنتاج.
الحرائق والكوارث الطبيعية: وتشمل ما يمكن أن يهدد المنشأة ويعرض حيوات العاملين فيها للخطر والإصابات، بالإضافة لتدمير المباني وإتلاف المحتويات والوثائق والبيانات المهمة.
معرفية: وتشمل التهديدات التي تواجه المنشأة في نقص الكوادر البشرية والمهارات الإدارية، وخرق الاستقرار الوظيفي مادياً ومعنوياً، وعدم فعالية برامج التدريب.. الخ.
صحية: وتشمل التهديدات التي تواجه المنشأة من إصابات عمل للموظفين في العمل الميداني، وتهديدات بيئية وصحية كالتعرض للمواد المشعة والخطرة وغيرها.
قانونية: وتشمل التهديدات التي تواجه منشآت العمل بتدني مستوى الوعي بالتشريعات المنظمة لعملها، وعدم المعرفة بكيفية تطبيق نصوصها وعدم تزويد المعنيين بالتعديلات الواجب إجراؤها لتفادي المخاطر المادية والفنية.
إعلامية (توعوية): وتشمل التهديدات التي تتعلق بعدم تزويد المعنيين بالمعلومات المهمة والدقة الكافية.
أبرز طرق إدارة المخاطر التي قد تواجهك:
إليكَ فيما يلي أبرز السبل التي يتمّ بموجبها إدارة التهديدات والمخاطر التي تواجه مختلف مجالات الأعمال:
تجنب المخاطر: وتعني عدم الدخول أو المشاركة في أي أنشطة أو مجالات تحمل خطر أو تهديد ما.
الاحتفاظ أو الإبقاء: وتعني تقبل وجود المخاطر والتعامل معها كأمر واقع، والسعي نحو التقليل من أثرها، بهدف الاستعداد للتهديدات الأقوى والأكبر في حال حدوثها. كالحصول على تأمين صحي كخطة بديلة لدفع كافة نفقات العلاج في حال ظهور مشكلات صحية تستدعي دفع مبلغ أكبر من قسط التأمين.
المشاركة: وتعني تشارك المخاطر بين الموظف والشركة، مما يقلّل من التكاليف المترتبة على المواجهة، مثل خطط الرعاية الصحية، بحيث تتكفل الشركة بدفع جزء من تكاليف أقساط التأمين مع الموظف.
التحويل: وتعني تحويل المخاطر، ومن الأمثلة على ذلك التأمين الصحي، الذي يدفع الشخص أقساطه، وبالتالي يتمّ تحويل المخاطر المالية المتعلقة بالرعاية الصّحية إلى شركة التأمين.
تقليل المخاطر ومنعها: وتعني السعي نحو التقلّيل قدر الإمكان من الآثار المترتبة على المخاطر، أي احتواءها ومنع تفاقمها وانتشارها.
هناك العديد من السُبل التي تمكن الأفراد والمؤسسات على حدٍ سواء من التعامل مع المخاطر في حال حدوثها، وتقليل أضرارها لأقصى حد ممكن، وضمان الاستمرار في العمل، خاصة في ظل توفر الخبراء والمختصين المؤهلين للعمل في مجال إدارة المخاطر لتطبيق ما سبق ذكره.
أهمية إدارة المخاطر:
لا شكّ أنك بدأت تدرك أهمية إدارة المخاطر ومدى تأثيرها المباشر على مشروعك ونجاحه، وللتأكيد على هذه الأهمية نستعرض فيما يلي بعض النقاط الأساسية التي توضح مدى أهمية إدارة المخاطر:
تساعدكَ على اكتشاف المخاطر ومعرفة مسبباتها، وهذا الأمر سيمكنك من وضع خطة عمل تستطيع من خلالها تقليل الآثار السلبية.
تساعدكَ على اختيار أفضل الأساليب تأثيراً وملاءمةً للتعامل مع المخاطر.
تمكنك من تحليل المخاطر وتقييم تأثيرها بالنسبة للممتلكات والأشخاص.
تمكنكَ من قياس المخاطر ومعرفة احتمال تكرار كل خطر والخسائر التي تصاحبها لتستطيع استخدامها في التنبؤ بسلوك المخاطر مستقبلاً والاستعداد لمواجهتها.
تساعدك على تحديد أولويات المخاطر لتتمكن من التخطيط والتعامل مع كل واحد منها بشكل مناسب وفقاً للأولوية.
تمكنك من حماية موارد الشركة.
تساعد على تحسين العلامات التجارية للشركة، وترسل رسالة إيجابية غير مباشرة للعملاء.
تمنح الموظفين الثقة والدافع حين يدركون أنهم يعملون لصالح شركة تتمتع بالحيلة والمسؤولية.
تمنح العملاء الشعور بأنهم يتعاملون مع عمل محترف.
وجود خطة لإدارة المخاطر هو مؤشر على أن شركتك تتمتع بسمعة طيبة وقد وضعت معايير عالية لنفسها.
فائدة: تحديد هذه النقاط ليسَ أمراً صعباً ولكن تطبيقها غالباً ما سيصعب عليكَ تنفيذه بمفردك، لذلك يجب أن يكون هناك إدارة متخصصة للتعامل مع المخاطر واكتشافها وإدارتها لتستطيع أن تشمل كل عمليات المشروع وتقدم لمشروعك أفضل النتائج وتساعد على الحد من الخسائر.
والآن، وبعد أن أدركت أهمية إدارة المخاطر ومدى تأثيرها على مشروعك ونجاحه أو فشله، ماذا تنتظر لتبدأ العمل على إدارته في مشروعك؟ أخبرنا بالتعليقات ما هي الخطوة التالية التي ستقوم بها؟