يعتقد المجتمع أن دور المرأة لا يتعدى كونها ربّة منزل. تهتم بشؤون النظافة والطهي والجلوس مع الأطفال فقط، ولازالت المجتمعات العربية تناقش موضوع عمل المرأة إلى يومنا هذا.
أدّت هذه الضغوط الاجتماعية إلى انعدام الحافز للعمل أو مجرد التفكير في مشروع صغير تعمل به المرأة وأثرت على أجيال من النساء اللائي خضعن لهذه الضغوط والقيود. لكن في الآونة الأخيرة أصبحت النساء أكثر وعيًا باختياراتهنّ وأكثر شجاعة في التعبير عن أنفسهنّ، وبدأ الكثير منهنّ في العمل بل إنّك ترى نجوما لامعة من النساء الاتي وَلجنَ إلى عالم ريادة الأعمال. في المقابل لا يزال عدد النساء العاملات أقل من النصف مقارنة بالرجال العاملين.
إذا كانت المرأة تبحث عن عمل أو فكرة لمشروع. فهناك العديد من الخيارات المتاحة أمامها كأن تنشِئ متجراً على الإنترنت أو تبيع سلعاً مصنوعةً يدويًا أو حتى أن تصبح كاتبًة مستقلةً. وفرت الأنترنت اليوم مجالاتٍ كثيرة لم يسبق للمرأة التفكير فيها، ويمكنها من خلال ذلك أن تجالس أطفالها بينما تدير عملها عن بعد عبر الأنترنت.
كما أنه لا يوجد سبب يمنع المرأة من بدء مشروعها التجاريّ الخاص إذا كانت ترغب في ذلك. في الواقع العديد من الشركات المملوكة للنساء ناجحةُ للغاية. السرّ يكمن فقط في معرفة مهاراتها واهتماماتها ثم إيجاد طريقة لتحويل هذا الاهتمام إلى عمل تجاري مربح.
لماذا يجب على المرأة أن تعمل؟
هناك عدّة أسباب تشجع المرأة على العمل. نذكر من بينها:
عمل المرأة يجعلها أكثر سعادة ورضا:
يعتقد معظمنا أنّ الجهد الدؤوب للموازنة بين العمل والأسرة يمكن أن يسبّب ضغوطًا شديدةً واكتئابًا للمرأة العاملة. على عكس هذا المفهوم أثبتت العديد من الدراسات والأبحاث أن الأمهات العاملات هنّ أقل توتراً وقلقًا من النساء غير العاملات. حيث لم تظهر النساء اللائي باشرنّ العمل بعد إنجاب طفلٍ أي علامة على الإجهاد كما لم يؤثر ذلك على انتاجيتهنّ في العمل. لكن السيدات اللاتي اضطررنّ إلى ترك الوظيفة بعد إنجاب طفل عانَينَ من مستوى متزايد من الضغط النفسي.
الاستقلال المالي
في عالم اليوم يعد الاستقرار المالي أحد أهم العوامل المهمة للعيش براحة وسعادة فقط. إنه يمنح المرأة السيطرة على قراراتها الخاصة دون أن تكون مضطرةً لمجاملة أحدهم بسبب ديونها المتراكمة مثلاً. وبالتالي لا يتعيّن عليها الاعتماد على أي شخص آخر للحصول على المال أو شراء مستلزماتها. كما أنّه يضمن لها العيش باحترام فلا تتعرض إلى الإبتزاز أو مقايضتها شيئا بالمال.
المرأة العاملة قدوةُ لأطفالها:
إنّ المرأة العاملة الناجحة التي توازن بين حياتها المهنية وعائلتها تُظهر ثقة بنفسها واعتداداً بإنجازاتها. هذا ما يظهر في تعاملها مع أطفالها بشكل غير مباشر. فعندما يلاحظ الطفل أن والدته تبذل جهدها من المكتب إلى واجباتها المنزلية بتفانٍ كبير، فإنّ هذا يشعرهم بالفخر ويعلمهم الإعتماد على أنفسهم في واجباتهم ومسارات حياتهم ويتشرّبون بذلك بعضاً من أخلاقيات العمل الرائعة منذ نعومة أظفارهم.
رحلة التعلم:
التعلم عمليّة لا نهاية لها ومن خلال العمل تُوسّع المرأة آفاقها وتستكشف المزيد عن العالم والناس.
يعزز العمل هويتك الحقيقية:
هويتك كامرأة لا تتجسد فقط في كونك زوجةً وابنةً وأُمّاً. من الشائع جداً أن تفقد المرأة هويتها الخاصة وفردانيتها حين تتزوج أو تصبح أُماً. إنها تنصهر تحت بركان الضغوط الاجتماعية وتنسى أنها امرأة من حقها امتلاك أهدافٍ وأحلامٍ ومساحة شخصيةٍ تعبّر فيها عن نفسها.
بناء علاقات اجتماعية أقوى:
قد يكون لديك أيامٌ مزدحمةٌ إن كنتِ زوجةً أو أُماً، مع ذلك تجتاحك مشاعر الوحدة الشديدة في بعض الأحيان لأن الحياة في المنزل تدور فقط حول العائلة والأطفال، ونادراً ما تحصلين على فرصة للتفاعل مع أشخاص آخرين أو الدخول في صداقات ممتعة.
يتيح لك العمل التواصل مع أشخاصٍ مختلفين من خلفياتٍ ومشارب متنوعة مما يفتح عقلك وتبدئين في رؤية الحياة من منظور أوسع وأكثر حكمة. كما أنّ العمل يكثّر من معارفك ويساعدك في تحسين حياتك الشخصية والمهنية.
كيف تختار المرأة العمل المناسب لها
إذا كانت لديك رغبةٌ شديدةٌ في أن تكوني رائدة أعمال أو صاحبة مشروع ناشئ فحينئذٍ ستحتاجين إلى إرساء أسس حاسمة تقررين بها فكرة المشروع أو العمل في المقام الأول. إنّ فكرة المشروع هي اللّبِنةُ الأولى ولكنها بالتأكيد ليست بالأمر الهيّن! فهناك أفكار أعمال ومشاريع مربحة للنساء أكثر من النجوم في مجرة درب التبانة، لذلك ستحتاج المرأة إلى التفكير في عدد من الخيارات قبل اختيار نجمها المفضّل في مجرة صناعة المال والأعمال.
هذه أسئلة من الواجب طرحها عند اختيار فكرة العمل أو المشروع:
- ما هي مهاراتك؟
- كيف ستحولين مهاراتك إلى نموذج عمل مربح؟
- هل هناك قابلية لتطبيق المشروع في سوق العمل؟
- هل يمكنك تحمل تكاليف بدء عمل تجاري؟
- من هي الجماهير المستهدفة؟
أفكار مشاريع مناسبة للمرأة
وفقًا لمسح أجراه موقع World Entrepreneurship Monitor كان هناك حوالي 274 مليون امرأة منخرطة في الأعمال التجارية والشركات الناشئة و 139 مليون مديرة ورائدة أعمال في العالم في عام 2020.
يكشف هذا الرقم كيف أن مشاركة المرأة في الأعمال التجارية قد خلقت نظامًا بيئيًا لريادة الأعمال يتمتع بإمكانيات هائلةٍ للنموّ وتوليد حلولٍ جديدةٍ لمشاكل الناس والعالم.
إليك بعض أفكار الأعمال والمشاريع المفضلة لدى للنساء اللواتي يرغبن في أن يصبحن مستقلات مادياً ويباشرن أعمالهن الخاصة.
الخبر السار هو أنّ الكثير من هذه الأعمال والمشاريع منخفضة التكلفة ولا تحتاج أكثر من طموحٍ مشتعلٍ واستمراريةٍ وصبرٍ على مشقة الرحلة.
منتجات العناية بالبشرة والجمال
على الرغم من أنّ النساء يشكلن الجزء الأكبر من المستهلكين في صناعة التجميل فإن 29 ٪ فقط من المديرين التنفيذيين وأعضاء مجلس الإدارة في أفضل العلامات التجارية لمستحضرات التجميل هم من النساء. ونظرًا لأن النساء يستخدمن هذه المنتجات بشكل أساسي فمن المنطقي أن تصنعها النساء أيضًا أليس كذلك؟ تستطيع المرأة صناعة الصابون الطبيعي أو الشامبو أو مرهم مقشر للجسم أو غيرها من منتجات التجميل الطبيعية التي يمكن صنعها في المنزل.
الطهي وإعداد الحلوى والأطعمة
يمكن أن تكون صناعة الحلوى والأطعمة مشروعا ناجحا إذا كانت لديك موهبةٌ في الطبخ، إذ يمكنك تحويل هذه الفكرة إلى مشروع مربح.
رعاية الأطفال
قد يكون فتح منزلك أو مركزك لرعاية الأطفال خيارًا جذاباً بشكل خاصة للأمهات العاملات فليس من السهل على كل امرأة عاملة إحضار طفلها لمقر العمل. كما يُتوقّع أن ينمُو الطلب على حواضن رعاية الأطفال ما قبل المدرسة بنسبة 11 بالمائة بين عامي 2016 و 2026. وهذا أسرع من متوسط معدل النمُو لجميع المهن والمشاريع الأخرى.
تدريب واستشارات الرعاية الصحية
يتبنى كثيرٌ من الناس في جميع أنحاء العالم أسلوب حياةٍ صحي وممارسة التمارين الرياضية بانتظام. كجزء من روتينهم اليوميّ المنتظم. كما ينخرط الأشخاص في عددٍ من الأنشطة مثل الرقص والتمارين الرياضية واليوغا. يمكن للمرأة أن تصبح مدربةً محترفةً في الكوتشينغ وأساليب الحياة الصحية وتقديم الاستشارات في مواضيع العناية بالصحة وأسلوب الحياة واللياقة البدنية.
الربح من التدوين والمدونات
لقد وفّرت الأنترنت العديد من الفرص التجارية الجديدة والتي لازالت مغمورة بعض الشيئ والمنافسة فيها قليلة. فالمدونة مثلا هي موقع يكتب فيه أحد المساهمين منشورات وتدوينات في مجالٍ متخصصٍ وموجهٍ لجمهور مستهدف يمكن قراءتها بعد ذلك من قِبل مستخدمي الأنترنت الآخرين.
هناك عدة طرق لكسب المال من مدونتك، ومن بين أكثر الطرق ربحًا هو التسويق بالعمولة، والذي يتضمن بيع منتجات شخص أو شركة أخرى على موقعك ومدونتك. الأمر بسيطٌ نسبيًا: تضع رابطًا لهذا المنتج أو الخدمة على موقعك أو مدونتك، وينقر عليه القراء وإذا أجروا عملية شراء فستتلقى نسبة مئوية من مبلغ البيع.
كما يمكنك الربح من خلال مدونتك بتقديم خدمات متنوعة مثل:
- كتابة المقالات
- كتابة منشورات الشبكات الاجتماعية
- إدارة حسابات الشبكة الاجتماعية
- تعليم موضوع تُجيده (لغة، تقنية، وصفات طبخ، صيانة أجهزة معينة…)
كتابة المحتوى
كتابة المحتوى طريقة رائعة أخرى لكسب المال من منزلك وقد تُطوّر المرأة نفسها وتنتقل في السلم من مجرد كاتبة إلى مديرة مجتمع رقمي للكتابة تقدّم فيه خدمات كتابة المحتوى والمقالات الموافقة لمعايير السيو وإدارة حسابات التواصل الإجتماعي.
لا يمكنك الاستفادة من الكتابة التدوينية فحسب بل يمكنك أيضًا كتابة الكتب لبيعها عبر الإنترنت.
التصميم الجرافيكي
هناك مجموعة متنوعة من خيارات التوظيف لمصممي الجرافيك. بالطبع يمكنك العمل في المنزل فكثير من الشركات توفر فرصا للعمل عن بعد كما يمكنك أيضًا أن تكوني مصممة جرافيك تعمل لحسابها الخاص ضمن مشاريع مختلفة. يعد العمل الحر كمصممة جرافيك خيارًا رائعًا لأصحاب المشاريع الصغيرة من النساء اللائي يرغبن في البقاء في المنزل مع أطفالهم.
التصوير الفوتوغرافي
إذا كنت امرأة تحب التصوير الفوتوغرافي فهذا شيء يمكن أن يؤتي ثماره بشكل رائع إذ يمكنك شراء آلة تصوير وملحقاتها والبدء في العمل.
مجالات العمل في التصوير كثيرة. يمكنك مثلا عرض خدماتك في تصوير حفلات الزفاف والاحتفالات والمناسبات الخاصة الأخرى. مستعينة بوسائل التواصل الاجتماعي للتسويق لخدماتك وعرض المزيد من صورك الرائعة عبر حساباتك مما يقرّبك من الجماهير المستهدفة. كما يمكنك إرسال صورك إلى المجلات أو تحميلها على مواقع الإنترنت وكسب المال منها. من المتوقع أن يزداد الطلب على المصورين المستقلين بنسبة 12 بالمائة.
أعمال الخياطة
إذا كنت تستمتعين بالخياطة أو إنشاء التصميمات أو حياكة الأزياء فقد يكون بدء مشروعٍ في الخياطة هو أفضل فكرة قد تمر عليك. اعتمادًا على مهاراتك يمكنك الحصول على مشاريع من أنواع مختلفة بما في ذلك تصميم الأزياء والتطريز.
تعد الخياطة واحدةً من أكثر الهوايات متعةً، لكن يمكن تحويل الترفيه إلى مشروع تجاري مربح في المستقبل من خلال التركيز على مهارات التعلم واكتساب الخبرة والتسويق الجيّد للمشروع والبقاء على اطلاع دائم باتجاهات الموضة والخياطة والأقمشة والأزياء، حتى يصل المشروع إلى العملاء المحتملين وينال إعجابهم ويشتهر بينهم صيته وسمعته.
شكراً لكم على الأفكار المطروحة في المقال